قصة الدورة الشهرية

مرحباً يا سيدات! هل أنتنّ مستعدات للحديث عما لا يتحدث عنه أحد؟ سنتحدث اليوم في أمر بالغ الأهمية، لكنه أمر لا يُذكر إلا في الخفاء أو بصوت خافت: الدورة الشهرية! حان الوقت لنكسر الحواجز المجتمعية ونناقش أسرار وخفايا الدورة الشهرية ونتعلم الحقائق وندحض الخرافات. في هذا المنشور سنأخذكنّ في رحلة حول العوالم الخفية للدورة الشهرية.

يمكن أن تكون فترة الحيض فترة صعبة عندما تبدأ تشنجات البطن والنزيف وتنخفض طاقتك ويتقلّب مزاجك وتبدئين باشتهاء كافة أنواع الأطعمة. وعبر فهم أسرار جسدك وأسباب هذه الأعراض، ستتسلحين بالمعرفة الكافية لتجاوزها والتغلب عليها.

تعد الدورة الشهرية عملية رائعة ومعقدة تحدث في الجهاز التناسلي للأنثى كل شهر. لدينا هرمونات مثل الهرمون المنشط للحوصلة (FSH) وهرمون اللوتين (LH) والإستروجين والبروجسترون التي تنظم احتفالاتها في أجسادنا وتسبب كل أنواع التغييرات. وإليك كيف يحدث ذلك: في حين أننا نتحدث غالباً عن دورة حيض مدتها 28 يوماً، لكن في الحقيقة، الطبيعة تحب التمرد قليلاً. يمكن اعتبار دورة الحيض التي تدوم من 21 إلى 40 يوماً دورة طبيعية ومنتظمة تماماً. لذلك لا تقلقي، احتفي بتفرّدك و دَعي جسدك يقوم بعمله.

تنقسم الدورة المبيضية في العادة إلى مرحلتين أو طورين – أولاً، لدينا الطور الجريبي (الأيام 1 – 13)، والذي يشبه الإحماء قبل الحدث الرئيسي. الأمر كله يتعلق بالاستعداد للإباضة عندما توشك البويضة أن تدخل هذا العالم. بعد ذلك، استعدي للمرحلة الثانية، الطور الأصفري (اليوم 15 – 28)، وهي مرحلة ما بعد الإباضة. خلال هذه المرحلة، تكون أجسامنا في وضع الإنجاب الكامل وتستعد للإخصاب المحتمل وزرع تلك البويضة الثمينة.

إذن ما الذي يحدث في كل مرحلة …

اليوم 1 – 5: الحيض

من هنا تبدأ الرحلة! في هذه الأيام تقول بطانة الرحم: “وداعاً!” وتتفتّت، ما يؤدي إلى بعض النزيف. يمكن أن تكون تقلصات الدورة الشهرية مؤلمة، لكن لا تقلقي، هذا جزء من العملية. في المتوسط، يبلغ تدفق الدورة الشهرية “العادي” حوالي 80 مل، ولكنه يختلف من أنثى إلى أخرى. قد يكون لدى البعض تدفق أخف، في حين أن البعض الآخر قد يلاحظنَ تدفقاً أكثر، وهذا أمر طبيعي تماماً بالنسبة لهنّ.

الآن، دعونا نتحدث عن الوصمة المجتمعية المرتبطة بالدورة الشهرية. تعتبر فترات الحيض أمراً طبيعياً تماماً مثل أمطار الشتاء، لذلك لا داعي للشعور بالحرج. كما أن دم الدورة الشهرية ليست دماء “قذرة” أو شيئاً عليك الخجل منه. تشعر بعض السيدات بالحاجة إلى المبالغة في التنظيف خلال هذا الوقت، لكن خمنوا ماذا؟ ما عليك سوى تنظيف المنطقة الحميمة بغسول متوازن درجة الحموضة مثل غسول فيمفريش مرة واحدة يومياً (حتى أثناء دورتك الشهرية) للحفاظ على ميكروبيوم الفرج متوازناً وصحياً. أما أثناء التنقل، تعد مناديل فيمفريش المبللة للمنطقة الحميمة خياراً رائعاً لتجعلك تشعرين بالانتعاش طوال اليوم.

الأيام 1 – 13: الطور الجريبي

الآن، تبدأ المرحلة الجريبية، والتي تبدأ في اليوم الأول من دورتك الشهرية. خلال هذه المرحلة، تقول الغدة النخامية في دماغك “مرحباً، دعنا نطلق القليل من هرمون FSH!” (هرمون منبه للجريب). هذا الهرمون يجعل تلك الحويصلات المبيضية متأهبة وجاهزة لتنضج لتصبح جريبات مبيضية. وعندما تتطور هذه الجريبات، فإنها تفرز هرمون الاستروجين، ما يساعد على تجهيز بطانة الرحم في حالة ما إذا تم إخصاب البويضة. وخمنوا ماذا؟ يمنحك الإستروجين أيضاً زيادة في الطاقة ويخفف من حدة الألم الذي يسبق الإباضة. شكراً للاستروجين!

اليوم الرابع عشر: حان وقت الإباضة!

تخطف الأضواء نجمة العرض، وهي البويضة الناضجة التي تنفجر من جريبها وتشق طريقها إلى الرحم، ويحدث هذا بفضل ارتفاع هرمون LH (هرمون اللوتين). الآن، قد تشعر بعض النساء ببعض الانزعاج أثناء الإباضة، ولكن لا داعي للقلق – فهذا طبيعي تماماً. قد تلاحظين أيضاً تغيراً في الإفرازات المهبلية المعتادة، حيث تصبح أكثر سماكة وبياضاً، وذلك بفضل بعض مخاط عنق الرحم الإضافي. تكون مستويات هرمون البروجسترون أعلى في هذا الوقت، لذا قد تشعرين بأن بشرتك أصبحت دهنية، وخمني ماذا أيضاً؟ أثناء الإباضة تزداد فرصك في الحمل، إنه أمر منطقي، أليس كذلك؟

أيام 15-28: الطور الأصفري

  بعد خروج البويضة إلى الرحم، يتحول الجريب الذي أتت منه إلى الجسم الأصفر. يُنتج هذا الجسم الصغير الأنيق هرمون البروجسترون، ما يساعد على الحفاظ على بطانة الرحم، فقط في حالة ما إذا قررت البويضة أن تزرع نفسها هناك.

مع ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، قد تعانين من بعض أعراض PMS (متلازمة ما قبل الحيض). مرحباً بتقلبات المزاج، والمشاعر الجياشة، وزيادة الشهية، وشعور الانتفاخ، والصداع والتعب، وتحجر الثدي، وحتى الجلد المتقشر أو الشعر الدهني. بالإضافة إلى ذلك، قد تنخفض الرغبة الجنسية لديك خلال هذا الوقت. تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بعد الإباضة وتبقى منخفضة حتى الدورة التالية، ما قد يجعلكِ تشعرين بانخفاض طفيف في المزاج.

لكل شخص جسم فريد يختلف عن غيره، ولكل أنثى دورة شهرية فريدة؛ لذا نشجعك على فهم جسدك ودورتك الشهرية والتسلح بالمعرفة والمعلومات الموثوقة وفضح أي مفاهيم خاطئة أو وصمة عار تحيط بالدورة الشهرية. تذكري أنك رائعة وأن دورتك الشهرية هي مفتاح الحياة المتجددة.

0
    0
    Your Cart
    Your cart is emptyReturn to Shop